ساق العسكر في السودان مبرراته، وتحرك الجيش للانقلاب ضد الحكومة المدنية بأنه جاء لوأد الفتنة بعد ان ادخلت المحاصصة البلاد في مرحلة التشظي وان تحالف قوى الحرية والتغيير اراد الاستفراد بالمشهد السوداني، في وقت مازالت التظاهرات المناهضة للانقلاب تشهد تصعيدا لافشال سيطرة الجيش على السلطة.
ويرى مراقبون ان قرار رئيس المجلس العسكري الانتقالي السابق عبدالفتاح البرهان بالانقلاب والسيطرة على السلطة، يعود الى جملة من المعطيات اهمها ضعف البنية السياسية للقوى المنافسة وخصوصاً في المجلس السياسي، وثانياً الفشل الذي منيت به الحكومة على المستوى الاقتصادي والامني وغير ذلك، وثالثاً فشل مبادرة رئيس الوزراء عبدالله حمدوك لحل الأزمة الوطنية بالسودان لإقامة انتخابات حرة وتسليم السلطة لمن يختاره الشعب وضمان تداولها.
واضافوا، انه كان هناك مشروعا لاعادة لمّ الشارع غير ان هذا الامر يتطلب وقتاً، والجناح السياسي في هذه المرحلة لا يملك وقتاً لان عبدالفتاح البرهان يحاول من خلال مشروع ما ان يؤمن نوع من الغطاء الخارجي بالاضافة الى الغطاء الداخلي الذي يعتبر انه مؤمن لديه.
من جانبه، اعتبر دبلوماسيون مصريون سابقون، تبرير البرهان، بالخطوة التي اقدم عليها بالانقلاب على السلطة المدنية، بانها خطاب متكرر، مشيرين الى ان كل الانقلابات التي وقعت في المنطقة العربية وفي افريقيا كانت تقول نفس الكلام وتخطيء الجانب الآخر.
وقالوا ان خطاب البرهان لم يفاجئه مطلقاً بأنه يحاول انقاذ البلاد، مشيرين الى ان التصدي لهذا الانقلاب يعتمد على مدى هشاشة او صلابة الشارع السوداني، وهل يستطيع ان يحبط انقلاب البرهان، معتبرين ان الغلبة ستكون للعسكر مؤقتة، فيما لو استطاع الشارع ارجاع العسكر الى معسكراتهم والى صوابهم وامن يقفون خلفهم سيتراجعون.
على خط آخر، وصف مسؤولون بريطانيون، كلام البرهان بانه بانه لم يقم بالانقلاب وانما تصحيح للمسار الانتقالي، نتيجة المخاطر التي كان يشهدها السودان ربما تقود لحرب اهلية، بانه باطلاً، ووصفوه بالرجل الانقلابي بالدرجة الاولى.
وقالوا ان تبرير البرهان لانقلابه قد وضع نفسه والسودان في مأزق، وان السودان يمرّ بأزمة خطيرة وجودية وقد تنتهي كدولة وقد تندثر، ولم يتعلم من انفصال جنوب السودان عنه، موضحين ان العسكر مازال مصرا على خراب السودان، داعين مجلس الامم المتحدة والاتحاد الافريقي باتخاذ موقف حاسم بشأن السودان، اضافة الى الموقف الرسمي للولايات المتحدة الامريكية، واصفين البرهان بالرجل الغبي حيث تصور بانه يمكنه تكرار التجربة المصرية عند استيلاء عبدالفتاح السيسي على مقاليد السلطة.
وبين المسؤولن البريطانيون بان خطاب البرهان على ان رئيس الحكومة السودانية عبدالله حمدوك وزوجته يتواجدان في مكان امين للمحافظة عليهم، وسخروا كلام البرهان هذا، وقالوا: مِن مَن يتم المحافظة عليهم؟ ولماذا لا يدعهم يتكلمون للشعب، هي نفس الحكاية حصلت عندما تم احتجاز مرسي وقالوا انهم يريدون المحافظة عليه.
ولفتوا الى ان العسكر يحاول تمييع موضوع الانقلاب، وان هذا لن يحدث لان الشعب السوداني ليس سهل المراس، وهذا ما تجلى بخروجه الى الشوارع والتنديد بانقلاب العسكر.
اضف تعليق